في محاولة لدعم متضرري السيول وفيضان النيل بالسودان الذي تسبّب في خسائر هائلة في الأرواح والممتلكات بالبلاد هذا العام، أعلن مدير جهاز المخابرات العامة السودانية الفريق أول جمال عبد المجيد عن تسخير كل إمكانيات الجهاز لدعم متضرري الفيضانات.
وسارع الجهاز اليوم بتنسيق عالٍ مع أمانة حكومة ولاية الخرطوم بإجلاء سكان منطقة التمانيات شمال بحري الذين تأثروا بفيضان النيل.
وبحسب وكالة الأنباء السودانية (سونا) عمل الجهاز على إقامة مخيم إغاثي متكامل للمتضررين؛ وذلك بنصب 30 خيمة وتوزيع ٤٠٠ ناموسية و٢٥ مشمعًا و٢٥٠ بطانية للأسر والأطفال.
ولفت الفريق أول جمال عبد المجيد إلى أنه جرى تجهيز المخيم وإقامته وفق الطرق العلمية المتعارف عليها للإيواء وإقامة المخيمات الإغاثية للمتضررين من الكوارث.
جدير بالذكر أن جهاز المخابرات العامة ظل يشارك في كل أعمال الاستنفار بولاية الخرطوم حيث شارك في مجهودات التصدي لجائحة كورونا وحملات النظافة وإصحاح البيئة واعمال الرش للباعوض والذباب.
الفيضانات تغرق قرية «مديني» وانهيار كامل للمنازل
في غضون ذلك، اجتاحت مياه النيل "قرية مديني" جنوب المتمة بولاية نهر النيل حيث غمرت المياه القرية بأكملها مع انهيار كامل للمنازل.
وناشد موطنو القرية والي نهر النيل بزيارة المنطقة والوقوف على حجم الخسائر والضرر وتقديم الدعم اللازم من إيواء وغذاء.
وقال أحد أبناء القرية ويدعى بشارة علي عمر: "ان الأمطار الأخيرة تسببت في كسر الترس مما جعل المياه تنهمر داخل القرية". بحسب وكالة الانباء السودانية.
وأشار إلى أنّ القرية يمر عبرها مشروع زراعي تسبب في تآكل المنازل، وظل سكان القرية يناشدون الجهات الرسمية بالنظام السابق بتهجير القرية لأن تلك الجهات أقامت المشروع دون تهجيرهم؛ الأمر الذي تسبب في تاكل المنازل. ودعا سكان القرية الجهات الرسمية بإكمال أمر التهجير وتقديم الدعم والإيواء للمكنوبين.
ومساء السبت ارتفعت حصيلة ضحايا السيول والأمطار في السودان، إلى 101 وفاة، و46 إصابة، منذ بداية فصل الأمطار الخريفية في يونيو الماضي وفقا لما أعلنته وزارة الداخلية السودانية.
وأوضحت الوزارة أنّ الفيضانات والسيول أدت إلى انهيار 24 ألفا و582 منزلاً بشكل كلي، و40 ألفًا و415 بشكل جزئي، إلى جانب تضرر 179 مرفقًا، و354 من المتاجر والمخازن، ونفوق 5 آلاف و482 من المواشي.
وكان المجلس القومي للدفاع المدني في السودان أعلن في 5 سبتمبر الجاري حالة الطوارئ في مختلف أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر بسبب الفيضانات التي خلفت نحو 100 قتيل وأضرارا مادية كبيرة.
وفي وقت سابق صرحت وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية السودانية لينا الشيخ بأنّ أكثر من نصف مليون سوداني تضرروا من الفيضانات التي شملت معظم الولايات، مشيرة إلى أنها تسببت في انهيار كلي أو جزئي لأكثر من 100 ألف منزل.
وكان رئيس الوزراء، عبدالله حمدوك، أكد الأحد الماضي أن "مناسيب النيل وروافده هذا العام وبحسب وزارة الري والموارد المائية غير مسبوقة منذ 1912. "كما أشار إلى أن فيضان هذا العام أدى لخسائر مفجعة وموجعة في الأرواح والممتلكات".
ويبدأ موسم الأمطار الخريفية في السودان من يونيو ويستمر حتى أكتوبر، وتهطل عادة أمطار قوية في هذه الفترة، وتواجه البلاد فيها سنويا فيضانات وسيولا.
وكانت لجنة الفيضانات في وزارة الري والموارد المائية السودانية حذرت من أن البلاد تواجه المزيد من السيول، مشيرة إلى أن محطة الخرطوم سجلت أعلى مستوى لمياه النيل الأزرق بلغ 17.58 مترا.
وتعرضت العاصمة الخرطوم وعدد من الولايات، على مدار الأيام الماضية لأمطار غزيرة، فيما ضربت سيول مناطق في "شرق النيل"، شرقي العاصمة.
وخلال السنوات الماضية، تسببت السيول في مصرع العشرات، وتدمير آلاف المنازل والمرافق الخدمية بأنحاء البلاد.